புதன், 10 ஆகஸ்ட், 2011

أحكام البيعة والإمامة

أحكام البيعة والإمامة
الشيخ محمد صالح المنجد

عناصر الخطبة:
1.    منشأ الانحراف هو الأخذ عن أهل الملل الباطلة.
2.    الترهيب من التكفير والتساهل في الدماء.
3.    البيعة والأمور التي بايع المصطفى عليها أصحابه.
4.    أهمية البيعة في الإسلام، وشروط الإمامة وواجبات الإمام.
5.    ولاة الأمور حكمة طاعتهم، وواجبات الرعية تجاههم.
6.    حرمة استهداف المنشآت وما ينشأ عنه من إفساد لاقتصاد المسلمين.
7.    موقف الشرع من الاحتفال بمهرجان الربيع أو الزهور.
8.    ستار أكاديمي تنكر للقيم وحدث للعظة.

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فالحمد لله الذي جعل في كل زمان فترةٍ من الرسل، بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم.
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة. فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب.
عباد الله!
لقد كثرت الفتن في هذا الزمان، وعمت أنواع من المصائب، ومن هذا ما طال هذه البلاد من تلك المحاولات التي فيها استهدافٌ لنفط المسلمين، وأمن المجتمع. ولا شك أن هذه الحوادث المؤسفة التي صدرت بها البيانات، وجاءت بها الأخبار، إنها تؤلم الإنسان المسلم؛ لأن في هذه المخططات لو قامت وحصلت كما جاءت بذلك الأخبار لكان في ذلك الأمر الشنيع، والهلاك والتدمير والقتل والتخريب. ودين الإسلام يكفل للمسلمين الأمن، ويريد أن يقوم المجتمع المسلم على الأمن والأمان والإيمان، ولذلك فإن مما يؤلم المرء أن يكون من أبناء المسلمين من هو مستخدمٌ أو متبوعٌ أو مغررٌ به في مثل هذه المخططات. ولا شك أن من البلاء أن يكون أبناؤنا أحجاراً يحركون، ولا شك أن عدم معرفة مصالح الشريعة والمفاسد التي تناقض ما جاءت به من ضمن ما يسبب انخداع بعض هؤلاء، وهذه الأخبار والبيانات فيها مسألة التكفير والتفجير، وكذلك البيعة واستهداف النفط ونحو ذلك.
وقد سبق الكلام باستفاضةٍ عن بعض هذه الأمور، ولا بد من معرفة الحكم الشرعي، وماذا جاء في الشريعة بشأن بعض هذه القضايا الكبيرة والخطيرة؟.
أولاً: لا بد من معرفة أن الحق في الكتاب والسنة:
 ولما كان كل من يحاول أمراً في المسلمين يستشهد بالكتاب والسنة، كان لا بد من الرجوع للسلف الصالح -رحمهم الله- في فهمهم للكتاب والسنة. فإن فهم الكتاب والسنة إذا لم ينضبط؛ فإن لكل مبتدعٍ أو مفسدٍ أن يحتج بآياتٍ وأحاديث {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71].
منشأ الانحراف هو الأخذ عن أهل الملل الباطلة
وثانياً: إن الأخذ عن أعداء الإسلام:
والائتمار بأمرهم، والاندفاع بمخططاتهم، وكذلك ما حصل منهم من اختراقاتٍ لكثيرٍ من الصفوف الإسلامية في هذا الأوان، إن طاعة هؤلاء فيما يدبرون مصيبةٌ عظيمة. ونحن نعرف أن المصائب التي حلت بالأمة في دينها كانت أساساً من الأخذ عن هذه العناصر الأجنبية الدخيلة على الدين، فالقدرية كانت بدعتهم من المجوس، وأخذ أهل التعطيل في أسماء الله وصفاته بدعتهم عن اليهود والمشركين والصابئين، وأخذ الفلاسفة والمتكلمون الذين أدخلوا علم الكلام في عقيدة هذه الأمة أخذوا مذهبهم عن اليونان، وأخذت الحلولية الذين نشأوا في طوائف من أهل التصوف مذهبهم عن النصارى، وكذلك أخذ بعض هؤلاء المغالين ممن ينتسب إلى العبادة بدعتهم عن الهنود والنصارى.
وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إياكم والغلو، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين)) [رواه النسائي برقم (3007)، وابن ماجه برقم (3020) من حديث ابن عباس، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم(1283)].
الترهيب من التكفير والتساهل في الدماء
وقد كان الصحابة بالمرصاد للخوارج الذين مرقوا على حين خلافٍ بين المسلمين، فتصدّوا لهم، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذي تصدى لعصابة الخوارج فقاتلهم، وقتل منهم من قتل، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وقد كان الخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة، ويكفرون عموم المسلمين، وكفروا الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولذلك كانت فتنة التكفير من الفتن التي هبت أعاصيرها على الأمة. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أيما رجلٍ مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً وإلا كان هو الكافر)) [رواه أبو داود من حديث ابن عمر برقم (4067)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (2727)]. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من رمى مؤمناً بكفرٍ فهو كقتله)) [رواه البخاري برقم (5640)].
قال العلماء: اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام، ودخوله في الكفر، لا ينبغي لمسلمٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهانٍ أوضح من شمس النهار، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ((من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما)) [رواه البخاري برقم (5639) ومسلم برقم (91)]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وليس لأحدٍ أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة. ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه بالشك، بل لا يزول إلا بإقامة الحجة وإزالة الشبهة".
وقد بين العلماء -رحمهم الله- أن الكفر إذا كان ببرهان فلا بد من بيانه لصاحبه، ولا يجوز السكوت عنه، وأن فتنة المرجئة وبدعتها الذين قالوا في مقابل الخوارج: لا يضر مع الإيمان ذنب، وهكذا سكتوا عن الكفار الأصليين، وعن المرتدين من المسلمين.
وأما قضية الدماء فقد جاءت الشريعة بحفظ دماء المسلمين، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لن يزال المؤمن في فسحةٍ من دينه ما لم يصب دماً حراماً)) [رواه البخاري برقم (6355)] والفسحة في الدين سعة الأعمال الصالحة، حتى إذا جاء القتل ضاقت؛ لأنها لا تفي بوزره. وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا)). فأعادها مراراً ثم رفع رأسه فقال: ((اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت)). [رواه البخاري برقم (65) ومسلم برقم (3180)]. وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) [رواه البخاري برقم (118)، ومسلم برقم (98)] قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا، فإنه أول بدعةٍ ظهرت في الإسلام، فكفّر أهلها المسلمين، واستحلوا دماءهم وأموالهم".
وهكذا فإن دماء المسلمين معصومة، وقد سبق بيان ذلك. فكيف بمن يريد أن يخرج على الأمة يضرب برها وفاجرها؟.
وقد سبق بيان أن العمليات التفجيرية العشوائية في الأماكن العامة تطال المسلم وغير المسلم أن هذا حرام، ولو قال أقصد غير المسلم فإن لغير المسلم في دمه أحوالٌ وتفصيل.
وأما المسلم فإنه لا يجوز أن يقتل بحال إلا بما جاء الدليل بقتله فيه كما أخبر عليه الصلاة والسلام في الحدود التي تُقام على بعض المسلمين قتلاً كما جاءت به الشريعة، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام فيمن خرج من دين الإسلام: ((من بدل دينه فاقتلوه)).[رواه البخاري برقم (2794)]
وأما أن يخرج على عامة المسلمين يضرب برهم وفاجرهم، ومن ذلك هذه العمليات التفجيرية العشوائية؛ فلا شك في حرمتها، فإنه يذهب ضحيتها من الدماء البريئة ما الله به عليم. ولا شك أن إحداث التفجيرات في المنشآت النفطية التي للانفجار الواحد منها قطرٌ تدميري وقطرٌ تأثيري ينال بقوة الانفجار، وبما ينشأ عنه من الأضرار، وانتشار المسمّمات، ونحوها من أسباب القتل ما لا يشك عاقلٌ في حرمته.
البيعة والأمور التي بايع المصطفى عليها أصحابه
عباد الله!
وأما مسألة البيعة فإن الأمور التي بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عليها أربعة:
أولاً: البيعة على الإسلام
 وهي أوجب الأنواع وآكدها، ولا شك أنها أولى البيعات، ولا شيء من البيعات نكثه كفرٌ مخرجٌ عن الملة إلا هذه، ونكث بقية البيعات كبيرةٌ عظيمة من الكبائر وذنب كبير. وقد قال الله تعالى في هذه البيعة: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم} وقال جريرٌ -رضي الله عنه-: "بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والسمع والطاعة، والنصح لكل مسلم"[رواه البخاري برقم (55) ومسلم برقم (83)].
ثانياً: البيعة على النصرة والمنعة
 كما بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- وفد الأنصار، وأصحاب بيعة العقبة فواعدهم، فلما حضروا تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتلا القرآن، ودعا إلى الله ورغّب في الإسلام. ثم قال: ((أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم...)) الحديث. [رواه أحمد في المسند برقم (14126)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (63)].
ثالثاً: التبايع على الموت في سبيل الله
ومن ذلك ما ورد في غزوة الحديبية. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [الفتح:10]. وقد ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- بكفه على كفه الأخرى بيعةً عن عثمان -رضي الله عنه-؛ لأنه أرسله في مهمةٍ إلى مكة.
رابعاً: البيعة على الهجرة
وكانت أول الأمر فرض عينٍ على المسلمين، ثم انتهت بعد الفتح. وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا هجرة بعد الفتح)) [رواه البخاري برقم (2575) ومسلم برقم (3468)]. ومن أدلة هذه البيعة ما جاء في الحديث عن مدافع بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "أتيت بأخي بعد الفتح فقلت: يا رسول الله، جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة، قال: ((ذهب أهل الهجرة بما فيها)). فقلت: فعلى أي شيءٍ تبايعه؟ قال: ((أبايعه على الإسلام والجهاد والخير)). [رواه البخاري برقم (3966)].
فهذه أنواعٌ أربعة قد فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبقيت البيعة الخامسة على السمع والطاعة لأئمة المسلمين. فقد حصلت للنبي -صلى الله عليه وسلم- وبعده للأئمة، وهي التي ينصرف إليها الكلام في كتب الفقهاء عندما يتكلمون عن بيعة الأئمة، وهي التي في حديث عبادة: "بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرةٍ علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم"[رواه البخاري برقم (6532) ومسلم برقم (3426)].
 أهمية البيعة في الإسلام وشروط الإمامة وواجبات الإمام
فبيعة ولي الأمر مما يسبب استقرار المجتمع المسلم؛ لأنهم إذا اجتمعوا على رجلٍ واحد، وعلى خليفةٍ واحد، وعلى إمامٍ واحد؛ استقام كثيرٌ من أمورهم. ولا شك أن التفرّق عن هذه البيعة سيسبّب الخصومة والافتراق، والحرب بين المسلمين؛ لأن كلاً منهم يريد أن ينصب إماماً. فماذا يحدث لو تفرق أمر المجتمع، وذهبت كل قبيلةٍ بما فيها؟ ولعلا بعضهم على بعض، كلٌ يريد أن يتخذ أميراً وإماماً، وتكون له الهيمنة والسيطرة.
فالنتيجة المتوقعة في هذه الحالة إراقة الدماء، ووقوع الحروب بينهم، ولذلك كان وجود الإمام الذي يجمع هؤلاء جميعاً من أعظم المصالح الشرعية، ولذلك حكى الفقهاء الإجماع على وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأن طاعته خيرٌ من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء.
وقد قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-: الأمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلّب على بلدٍ أو بلدان، له حكم الإمام" فهذا ما أقام فيهم شرع الله، وما أقام الصلاة لا يجوز الخروج عليه بحال، ونكث البيعة مع الإمام الذي يقيم شرع الله حرامٌ، ومن فعل ذلك فمات فميتته جاهلية. وقال عليه الصلاة والسلام: ((ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)). [رواه مسلم برقم (3431)].
وقضية الإمامة في الإسلام من القضايا الكبرى العظيمة، ولذلك صنف فيها العلماء مصنفاتٍ مستقلة، بينوا فيها شروط الإمامة، وواجبات الإمام، وكان التفصيل العظيم منهم؛ بياناً لأهمية هذا الأمر في حياة المسلمين.
فمن شروط الإمامة:
أن يكون مسلماً. {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء: من الآية141].
وثانياً: البلوغ، فإذا كان في ولاية المال لا يجوز أن يكون سفيهاً، فما بالك إذاً في الولاية العظمى؟.
وثالثاً: العقل، وهو ما يحتاجه في تصريف الأمور.
ورابعاً: الحرِّيَّة.
وخامساً: الذكورة، وقد قال عليه الصلاة والسلام لما بلغه أن فارساً ملكوا ابنة كسرى: ((لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة)).[رواه البخاري برقم (4073)] وقال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[النساء: من الآية34]، ومعلومٌ أن إمامة المسلمين تقتضي الدخول في المحافل، ومخالطة الرجال، وقيادة الجيوش ونحو ذلك؛ وهذا أمرٌ محظور على من قال الله لهن: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: من الآية33].
سادساً: العلم، فهذا العلم الشرعي الذي يبين له ما يأتي وما يذر.
وسابعاً: العدالة، وهي اجتناب الكبائر والصغائر، والتعفف عن الخوارم التي تخرم المروءة.
وثامناً: الكفاءة النفسية، بأن يكون شجاعاً، جريئاً، جسوراً بحكمةٍ، وعدم تهور.
وتاسعاً: كفاءة الجسم، وسلامة الأعضاء.
وعاشراً: عدم الحرص.
وهكذا بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في كمال الرأي في قريش، فكان عليه الصلاة والسلام يبين هذه الشروط التي تجعل الإمامة في أتم أحوالها، وإذا نقص عن ذلك شرط فإن من تغلب يحكم شرع الله فعلى المسلمين طاعته كائناً من كان، فهذا معنى الحديث: ((اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبدٌ حبشي)). [رواه البخاري برقم (6609)].
فأما واجباته: فإقامة الدين وحفظه، وتنفيذ الأحكام، وإقامة الحدود، وتحصين الثغور، وقسمة الغنائم، وتنظيم موارد بيت المال، والإحاطة بالأخبار، ومراجعة العلماء، وكذلك رعاية مصالح المسلمين، والتيقظ للفتنة، وتزويج الصغار الذين لا أولياء لهم، والجهاد بعد الدعوة، وجباية الفيء والصدقات، ومحاسبة العمال، وجباية الزكاة وقسمتها، وتقدير العطايا، ورعاية أهل الذمة؛ لأن بينهم وبين المسلمين عقداً، وكذلك الإصلاح بين الرعية، وإكرام وجوه الناس، والعدل في قسمة الأموال بينهم.
ولاة الأمور حكمة طاعتهم، وواجبات الرعية تجاههم
وحكمة طاعة أولياء الأمور واضحةٌ جداً فقد قال عمر -رضي الله عنه-: "يا معشر العريض، الأرض الأرض"، قاله لما تطاول الناس في البناء. ثم قال: "إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة". وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "والله لا يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون".
ولذلك فإن الإمام أحمد -رحمه الله- مع قيامه بأمر الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان ينكر الخروج إنكاراً شديداً فقال أبو الحارث: سألت أبا عبد الله في أمرٍ كان حدث ببغداد وهم قومٌ بالخروج. فقلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في الخروج مع هولاء القوم؟. فأنكر ذلك عليهم، وجعل يقول: "سبحان الله الدماء الدماء، لا أرى ذلك، ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خيرٌ من الفتنة تسفك فيها الدماء، ويستباح فيها الأموال، وتنتهك فيه المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه –يعني أيام الفتنة -. قلت: والناس اليوم أليسوا هم في فتنةٍ يا أبا عبد الله ؟ قال: وإن كان، فإنما هي فتنةٌ خاصة، فإذا وقع السيف عمت الفتنة، وانقطعت السبل.-يعني صارت الطرق غير آمنة-، الصبر على هذا ويسلم لك دينك خيرٌ لك". ورأيته ينكر الخروج على الأئمة وقال: "الدماء، لا أرى ذلك، ولا آمر به".
وقال الإمام الطرطوشي -رحمه الله-: إذا استقامت لكم أمور السلطان فأكثروا حمد الله وشكره، وإن جاءكم منه ما تكرهون وجهوه إلى ما تستوجبونه بذنوبكم -يعني قولوا: هذا بسببنا، ومن أنفسنا، وما جنته أيدينا- قال: وجهوه إلى ما تستوجبونه بذنوبكم، وتستحقونه بآثامكم، وأقيموا عذر السلطان؛ لانتشار الأمور عليه، وكثرة ما يكابده من ضغط جوانب المملكة، واستئلاف الأعداء، وإرضاء الأولياء، وقلة الناصح، وكثرة التدليس والطمع قال ذلك في كتابه "سراج الملوك" -رحمه الله-.
وقال الشيخ الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-: "ولم يدر هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية حاشا عمر بن عبد العزيز، ومن شاء الله من بني أمية، قد وقع منهم من الجراءة، والحوادث العظام، والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام. ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام، والسادة العظام معهم معروفةٌ مشهورة، لا ينزعون يداً من طاعة فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام، وواجبات الدين".
فهذه عبارةٌ ذهبيةٌ عظيمة، فانظر إليه -رحمه الله- يقول: "لا ينزعون يداً من طاعة فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام، وواجبات الدين".
وهذا كله يؤكد أهمية الوفاء بهذه البيعة، وعدم الخروج عن السلطان وعن الإمام، فإن اجتماع المسلمين فيه خيرٌ عظيم.
ولذلك كان له – أي الإمام – حقوقٌ على الرعية، ولذلك كان له من الحقوق على الرعية:
بذل الطاعة له ظاهراً وباطناً في كل ما يأمر به إلا أن يكون معصية؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ((السمع والطاعة على المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية)). [رواه البخاري برقم (6611)، ومسلم برقم (3423)].
ثانياً: بذل النصيحة له؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الدين النصيحة: لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين وعامتهم)).[رواه مسلم برقم (82)].
وكذلك إعانته على ما تحمل من الأعباء، وإعلامه بسيرة عماله، وأيضاً فإن التعاون على البر والتقوى، ولا شك يشمل هذا فلو لم يدخل فيه لكان شذوذاً عظيماً.
حرمة استهداف المنشآت وما ينشأ عنه من إفساد لاقتصاد المسلمين
وأيضاً فإن اقتصاد المسلمين يا عباد الله أمرٌ تجب رعايته، ولما للنفط اليوم من أثرٍ كبيرٍ في حياة الناس، فهو شريان الحياة، ومصدر رزقٍ عظيمٍ للمسلمين، ولا شك أن تفجير المنشآت النفطية، وضرب المطارات والموانئ إنه فسادٌ عظيمٌ في الأرض؛ لما ينشأ عليه من إهدار هذه الثروة، ومن إضعاف المسلمين، ولما ينشأ عليه أيضاً من التبديد ومن حرمان الناس من مصادر الكسب، ومن إفساد هذه المصادر عليهم.
وهذا النفط قوةٌ أساسيةٌ عالميةٌ اليوم تتحرك به الآلاف، وبسببه نهضةٌ كبيرةٌ عمت العالم، وغيابه كما يقول الخبراء: سيعيد هذه المدنية إلى الوراء قروناً، ولا شك أن استهداف المنشآت النفطية في بلاد الحرمين منكرٌ عظيمٌ، وفسادٌ في الأرض، ولا يمكن لعاقل أن يقول بخلاف ذلك، وخصوصاً أن تأثير تفجير هذه المنشآت يصل إلى الناس في عقر دارهم، فإن حولها من الأبنية والمدن وأحياء المسلمين والنفوس الآمنة المعصومة مئات الآلاف من الناس. وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93].
والنبي -صلى الله عليه وسلم- أمر أن تحافظ الأمة على ثرواتها. وقال: ((المسلمون شركاء في ثلاثة: في الكلأ، والماء، والنار)) [رواه أبو داود برقم (3016) وابن ماجه برقم (2463)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (6713)].
قال الفقهاء: إن الكلأ والماء والنار الواردة في هذا الحديث ليست مقصودةً فقط بأعيانها، وإنما ما تمثله من ضروريات الحياة، فقاسوا عليها النفط أيضاً، هذا من القديم. فذكره الشافعي -رحمه الله- قال: النفط، والقار، والحجارة الظاهرة، وذكر أمثلةً أخرى. فهذا النفط كثروةٍ معروفٌ عند فقهاء المسلمين من القديم، ولا شك أن استهداف منشآته هو فسادٌ في الأرض، وسعيٌ فيها بالخراب، والله لا يحب الفساد.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا أمننا وإيماننا، وأن يرزقنا طاعته وعبادته، وأن يجعل ما كان عوناً على طاعته. ونسأله أن يحفظ بلادنا بحفظه، وبلاد المسلمين، وأن يجعلها آمنةً مطمئنةً رخاءً سخاء، ونسأله تعالى أن يوسع لنا في أرزاقنا، وأن يبارك لنا فيما آتانا، ونسأله أن يرزقنا السعادة في الدارين.
 أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أنه رب العالمين، وخالق السماوات والأرضين. أشهد أنه ربنا ومولانا وخالقنا ورازقنا {وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها}.
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، بعثه الله رحمةً للعالمين، بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، فكان سراجاً منيراً، علمنا فأحسن تعليمنا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وذريته وخلفائه وأزواجه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
موقف الشرع من الاحتفال بمهرجان الربيع أو الزهور
عباد الله!
من البدع التي شاعت ما يعرف بمهرجان الربيع ومهرجان الزهور،أب يسبتينمشبتيشكسن، وقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء قريباً جداً بيانها هذا:
دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وعلى ذلك أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وما عداهما من الأعياد بأي سببٍ فهي أعيادٍ لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها. وإذا انضاف إلى ذلك كونها من أعياد غير المسلمين فهذا أشد إثماً؛ لأنه تشبهٌ بهم، ونوع موالاة لهم، وقد نهى الله -عزَّ وجلَّ- عباده المؤمنين عن التشبه بهم وموالاتهم فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51] . وقال عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} [الممتحنة:13].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من تشبه بقومٍ فهو منهم))[رواه أبو داود برقم (3512) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (6149)]، وعيد الزهور هو من جنس ما ذكر؛ لأنه من الأعياد الموروثة عن الأديان الجاهلية القديمة.
جاء في الموسوعة العربية العالمية في المجلد السادس عشر في صفحة 708 "عيد أول مايو يحتفل به الكثيرون استقبالاً للربيع، ويمثل انتعاش الحياة في باكورة الربيع بعد مضي الشتاء، ويعتقد بعض الناس أن الاحتفال بعيد مايو على يد عابدي الشجر المنتمين لجماعة الدرويد، ويرجعها بعضهم الآخر إلى احتفالات قدماء الهنود بأعياد الربيع، واستمد بعض الأوربيين ذلك والشعوب الأخرى التي تعرضت للغزو الروماني الاحتفال بأعياد الربيع من احتفالهم بعيد الأزهار، حيث كان الرومان يقومون بجمع الأزهار في إبريل؛ احتفالاً بعيد الربيع، وإرضاءً لآلهة الأزهار: "فلاور".
وبناءً على ما تقدم فإنه لا يجوز إقامة عيد الزهور؛ لأنه في الأصل من أعمال غير المسلمين، فهو تشبهٌ بهم، والواجب تركه، واجتنابه طاعةً لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
كما لا يجوز للمسلم المشاركة في هذا العيد أو غيره من الأعياد المحدثة في الإسلام؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والمعصية. وقد نهى الله -عزَّ وجلَّ- عن ذلك بقوله: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: من الآية2].
وليعلم أن تغيير الأسماء لا يغير الأحكام، فتسمية الأعياد المحدثة بالاحتفالات أو المهرجانات أو غير ذلك لا يغير من حكمها شيئاً؛ لأن العبرة بالحقائق والمعاني، لا بالألفاظ والمباني، كما هو مقررٌ عند العلماء، وبالله التوفيق.
ستار أكاديمي تنكر للقيم وحدث للعظة
وطالعتنا الأخبار كذلك في حادثةٍ عجيبةٍ أدى التدافع خلال حفل لما يسمى بنجوم ستار أكاديمي إلى مقتل 7 أشخاصٍ وجرح 32 آخرين، وهذا التدافع الذي حصل في مسرحٍ في الهواء الطلق الذي نتج عنه هؤلاء القتلى والجرحى، ونقلت سيارات الإسعاف المصابين، وكان أغلب الحاضرين من الشبان والمراهقين الذين لم تتجاوز أعمارهم عشرين عاماً. يتدافعون بشكلٍ هستيري؛ لمشاهدة نجوم ستار أكاديمي، وزاد التدافع حين بدأت المغنية وصلتها الغنائية، وعمت الفوضى بعد ذلك، وكان هؤلاء يريدون الهروب بأي اتجاهٍ، وقالت إحداهن: أصبت بحالةٍ من الذعر حين شاهدت مسعفين ينتشلون قتيلتين وعدة جرحى أمامي، وسط صياح العديد، وذهول الآخرين.
عباد الله!
إن هذه السيئة ستار أكاديمي وما جرى مجراها، وما نسج على منوالها، إنها منكرٌ عظيمٌ بحق، أفسد الشباب والشابات، وعمت الأسر المنكرات، وضرب الفساد بأطنابه. فهم يجاهرون بالمعصية في بثٍ مباشرٍ وغير مباشرٍ، ثم بعد ذلك تتبعه حفلات. ويتساءل المسلم وهو يفكر في مثل هذا الخبر في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الأعمال بالخواتيم)).[رواه البخاري برقم (6117)] كيف سيبعث هؤلاء ؟ وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((يبعث كل عبدٍ على ما مات عليه)). [رواه مسلم برقم (5126)].
أفلا فكر العباد في سوء الخاتمة؟ أفلا فكر العباد في يوم المعاد؟ أفلا فكر العباد في ملاقاة الله تعالى كيف ستكون؟
ثم إن المسلم يحب أهل الإيمان والدين، ويبغض أهل المعاصي والفسق. وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله)). [رواه ابن أبي شيبة في مصنفه برقم (70) قال الألباني في السلسلة الصحيحة: الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل].
وقال: ((ثلاثٌ من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)). [رواه البخاري برقم (15)ومسلم برقم (60)] فهل وصلت المحبة إلى هذه الدرجة من الجنون؟ ويحبون من ولماذا؟
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا حبك، وحب من يحبك، وأن تحسن خاتمتنا يا رب العالمين، وأن تصلحنا، وتصلح ذرياتنا يا سميع يا عليم.
اللهم أصلح بيوتنا وهيئ لنا من أمرنا رشدا، أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وولاة أمورنا.
اللهم من أرادنا بسوءٍ فخذه، اللهم من كادنا بشرٍ فامكر به يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك أن تنصر عبادك الموحدين، اللهم إنا نسألك أن تنزل عليهم نصرك، اللهم إنا نسألك أن تثبّت أقدامهم، وأن تنصرهم على الظالمين الكافرين والمشركين.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل:90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون. وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله

கருத்துகள் இல்லை: